ابنِ عالما من الخير يا فتى ll قصة الحائط والمسامير
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﺪ ﻋﺼﺒﻲّ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺻﻮﺍﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻛﻴﺴﺎً ﻣﻤﻠﻮﺀﺍً ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﻕ ﻣﺴﻤﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺝ ﺣﺪﻳﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻚ ﻣﻮﺟﺔ ﻏﻀﺐ ﻭﻓﻘﺪﺕ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ….
ﻓﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ 37 ﻣﺴﻤﺎﺭﺍً ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻬﻼً .
ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻕ ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ ﺃﻗﻞ ، ﻭﻓﻲ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻋﻦ ﺩﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ، ﻓﺠﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﻩ ﻓﻔﺮﺡ ﺍﻷﺏ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﺴﻤﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻢ ﺗﻐﻀﺐ ﻓﻴﻪ .
ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺨﻠﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ .
ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺻﻨﻌﺎً ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻭﺃﺿﺎﻑ :
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﺍً ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻄﻌﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗُﺨﺮﺝ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻬﻢ ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺳﻴﻈﻞ ﻫﻨﺎﻙ ~**